لم يتوقف مكتب التربية عن البحث وإصدار التعريفات لإضفاء نوع من الوضوح والشرعية على مجال صعوبات التعلم ،وخاصة بعد أن أصبح الموضوع يناقش في مجلس الشيوخ الأمريكي،وتهتم به الحكومة الفيدرالية باعتبار أن آفة صعوبات التعلم تعد من الآفات التي تهدد الاقتصاد والمستقبل العلمي للولايات الأمريكية
"ففي سنة ( 1976 ) اصدر المكتب تعريفا إجرائيا محددا لمفهوم صعوبات التعلم،محاولا فيه وضع صورة عملية وإجرائية لحساب التباعد جاء فيه .أن مفهوم الصعوبات الخاصة في التعلم ،هو مفهوم يشير إلى تباعد دال إحصائي بين تحصيل الطفل وقدرته العقلية العامة في واحدة أو أكثر من مجالات :التعبير الشفهي ،أوالتعبير الكتابي،أوالفهم الاستماعي،أو الفهم القرائي ،أو المهارات الأساسية للقراءة،أو إجراء العمليات الحسابية الأساسية،أو الاستدلال الحسابي ،والتهجي،ويتحقق شرط التباعد الدال عندما يكون مستوى تحصيل الطفل في واحدة أو أكثر من هذه المجالات 50 % أو اقل من تحصيله المتوقع،وذلك إذا ما اخذ في الاعتبار العمر الزمني والخبرات التعليمية المختلفة لهذا الطفل "
يعتبر هذا التعريف مكملا لتعريف الهيئة الصادر في سنة (1968) وذلك من خلال وضعه لمحك إجرائي وعملي يستخدم في تحديد الأطفال ذوي صعوبات التعلم
.كما أن إضافة مكون التهجي كصعوبة من صعوبات التعلم هو تكرار لان مكون التهجي يعتبر متضمنا أو موجودا في المكون الخاص بالمهارات الخاصة بالقراءة، وبالتالي لا داع لذكر مكون التهجي مادام قد ذكر المهارات الأساسية في القراءة.
تعريف الهيئة الاستشارية الوطنية (1977)
استكملا لنشاط مكتب التربية الأمريكي،حول صعوبات التعلم،قامت الهيئة الاستشارية الوطنية التابع للمكتب،بإصدار تعريف موسع لصعوبات التعلم جاء فيه
"إن مفهوم صعوبات خاصة في التعلم يشير إلى اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية المتضمنة في فهم أو استخدام اللغة المنطوقة أو المكتوبة وان هذه الاضطرابات تظهر لدى الطفل في عجز القدرة لديه على الاستماع،أو الكلام،أو الكتابة ،أو التهجي،أو إجراء العمليات الحسابية،ويتضمن هذا التعريف أو المصطلح حالات الإعاقة الإدراكية،التلف المخي،خلل مخي بسيط في وظائف المخ،العجز في القراءة،والافيزيا النمائية،ولا يتضمن هذا المفهوم حالات الأطفال ذوي مشكلات التعلم التي ترجع إلى الإعاقات السمعية والبصرية والبدنية ،أو التخلف العقلي،أو الأطفال ذوي عيوب بيئية أو ثقافية أو اقتصادية ".
وطبقا لهذا التعريف فانه يمكن تحديد الطفل الذي توجد لديه صعوبة نوعية في التعلم طبقا للمحكات الآتية:
يرى أن مفهوم العمليات النفسية يحتم على المتخصصين أن يركزوا في علاجهم لصعوبات التعلم على التعلم المباشر الموجه لعمليات القراءة، الكتابة، التحدث..الخ
الفريق الثاني:
يرى انه يجب أن يعطوا اهتماما، في علاجهم لصعوبات التعلم للقدرات والعمليات الخاصة بالتجهيز
كما أن هذا التعريف يتضمن بعض المصطلحات التي أدت إلى كثير من الخلط مثل الإعاقات الإدراكية،الإصابات الدماغية،خلل مخي بسيط،العجز في القراءة،والافيزيا النمائية .ويضيف هاميل إلى أن هذا التعريف قد وضع أساسا للوصول إلى صورة أكثر إجرائية للتعرف على الأطفال ذوي صعوبات التعلم ،إلا انه لم يستطيع التوصل إلى محك إجرائي فيما يخص الحديث عن كيفية جراء الفقرات الخاصة ،بخلل في الجهاز العصبي المركزي ،وكذلك اضطراب في العمليات النفسية الأساسية،كما انه لم يوضح كيف يمكن التعامل الفعلي لجعل هذه العبارة في صورة يمكن قياسها . )
تعريف مجلس الرابطة الأمريكية لصعوبات التعلم (1986)
قامت رابطة صعوبات التعلم الأمريكية بصياغة تعريف خاص بهاو، ويعبر عن وجهة نظر أعضائها ،أشارت فيه إلى
:"أن مفهوم صعوبات خاصة في التعلم، يشير إلى حالة مزمنة ،ترجع إلى عيوب تخص الجهاز العصبي المركزي ،والتي تؤثر في النمو،والتكامل،أو نمو القدرات اللغوية أو غير اللغوية،وان الصعوبة الخاصة في التعلم توجد كحالة إعاقة متنوعة ،تختلف أو تتباين في درجة حدتها خلال الحياة ،وتظهر خلال ممارسة المهنة،والتطبع الاجتماعي والأنشطة الحياتية اليومية ".
هذا التعريف لم يوضح العلاقة بين صعوبات التعلم والإعاقات الأخرى.كما لم يوضح ما إذا كانت صعوبات التعلم يمكن أن تحدث متزامنة مع حالات الإعاقات الأخرى، مثل التخلف العقلي، أو العيوب البيئية،أو الاضطراب النفسي..الخ ،أم أن وجود هذه الحالات يلغي أية إمكانية لان يكون الشخص أيضا يمكن اعتباره ذا صعوبة في التعلم أم لا .
وبتحليل هذا التعريف يتضح ما يلي :
تعريف مجلس الوكالة الدولية لصعوبات التعلم ( 1987)
قامت وكالة مجلس صعوبات التعلم بإصدار تعريف خاص بها في سنة ( 1987 )بعد اجتماع وكالة المجلس التي تتكون من ( 12 ) هيئة من الهيئات التي تكون قسم الصحة والخدمات الإنسانية وقسم التربية بالولايات المتحدة الأمريكية،والذي جاء فيه:
" إن مفهوم صعوبات التعلم،هو مفهوم عام يشير إلى مجموعة غير متجانسة من الاضطرابات التي تتضح من خلال الصعوبات الواضحة في الاكتساب ،والاستماع،والكلام أو القراءة،أو الكتابة،أو الاستدلال،أو قدرات الحساب،أو المهارات الاجتماعية ،وان هذه الاضطرابات ترجع إلى خلل في الجهاز العصبي المركزي،لذا فان صعوبة التعلم قد تحدث متصاحبة مع ظروف الإعاقة الأخرى،مثل الإعاقات الحسية،التخلف العقلي،الاضطراب الانفعالي،أو الاجتماعي ،وكذلك التأثيرات البيئية الاجتماعية،مثل الفروق الثقافية،التعلم غير المناسب أو غير الكفء،أو العوامل النفس جينية،وخاصة العيوب الخاصة بالإدراك،وان كل هذه الحالات من الممكن أن تسبب مشكلات تعلم،ولكن صعوبة التعلم ليست نتيجة لهذه الحالات،أو لتأثيرات هذه الظروف"
إن أهم ما جاء في هذا التعريف، ويتفق مع صعوبات التعلم والتعريفات الأخرى هو انه لا يعتبر الصعوبة راجعة إلى المؤثرات البيئية والثقافية.
وفي هذا الإطار يؤكد روس (Ross (1976 أن الطفل الذي ينمو في بيئة تتحدث لغة مختلفة،فان هذا الطفل لا يعد ذا صعوبة في التعلم،إذا اظهر صعوبة في تعلم اللغة الجديدة،وذلك لأنه لم تتح له معرفة سابقة باللغة، كما أن الطفل الذي يظهر عجزا في تعلم اللغة لان معلمه غير قادر على تعليمه،فانه أيضا لا يكون طفلا ذا صعوبة في التعلم،بل معلمه هو الذي يعاني من صعوبة . وبتحليل هذا التعريف يتضح ما يلي :
أولا:
"وهو ما يشير إلى أن مصطلح صعوبات التعلم،مصطلح عام وشامل حيث انه يتضمن أنواعا محددة من الاضطرابات التي يمكن تصنيفها جيدا.
ثانيا:
يتضمن التعريف عبارة
مفهوم صعوبات التعلم ومفاهيم أخرى متشابهة .
إلا أن المشكلة المطروحة بحدة ،تتمثل في تساؤل الكثير عن الفرق بين مفهوم صعوبات التعلم المطابق للمصطلحين الأجنبيين
disabilities learning و difficulties learning والفرق بين المفهومين يثير العديد من الاختلاط من وجهة نظر الكثيرين،والسبب في ذلك يرجع إلى أن المصطلحين يترجمان إلى اللغة العربية بنفس المعنى،مع بقاء اختلافهما على مستوى النص الأجنبي ،فالمصطلح الأول disabilities learning يعني من الناحية اللغوية عدم القدرة على التعلم ،أو العجز عن التعلم ،وهو مصطلح معروف منذ أمد طويل في إنجلترا وأمريكا .
أما علماء النفس من ذوي الاتجاه الإنساني و على رأسهم الدكتور سيد عثمان أول من ترجم المصطلح إلى العربية بمعنى ذوي صعوبات التعلم لجعله مناسبا من الناحية الإنسانية ،إذ ليس من الذكاء والفطنة أن نصف طفلا يتسم باللطف ونعومة الأظافر،وفي أول خطوات حياته للارتقاء بإنسانيته،نصفه بالعجز وعدم القدرة على التعلم ،والأطفال الذين يندرجون تحت هذا المصطلح ترجع مشكلات تعلمهم إلى أسباب داخلية،ولكن لا تخص انخفاض نسبة الذكاء.
أما مصطلح
difficulties learning يستخدم في المملكة المتحدة ليصف طفلا يعاني من مشكلات في تعلمه تجعله لا يواصل تعليمه بصورة جيدة،وهذه المشكلات قد ترجع إلى المنهج ومحتواه وطبيعته ومستواه.وقد يستخدم هذا المصطلح في الولايات المتحدة الأمريكية بديلا للمفهوم الأول،وذلك عندما يكون هناك فرق في الإنجاز أو التحصيل عن القدرة العامة مقارنة بأقرانه من نفس العمر والذكاء .وعليه فالأطفال الذين يندرجون تحت هذا المصطلح،ترجع مشكلات تعلمهم الى ظروف معوقة تعود غالبا الى البيئة ،كصعوبة المحتوى،أو عدم اتساقه مع المقاييس العلمية ،أو عدم مراعاته لطبيعة خصائص الطفل ونموه النفسي .
مفهوم صعوبات التعلم والمعاقين تعليميا
learning handicapped
مفهوم المعاقين تعليميا من الناحية التربوية، يشير إلى وصف عام للطفل الذي يعاني نقصا في قدرته على التعلم، ومزاولة السلوك الاجتماعي السليم، لما يعانيه هذا الطفل من قصور جسمي أو حسي أو عقلي أو اجتماعي.
وفي موسوعة التربية الخاصة (1987) يشار في تعريف هذا المفهوم، على انه مصطلح يتعلق بتقديم الخدمات للتلاميذ المتخلفين عقليا بصورة متوسطة، وهم المتخلفون عقليا القابلون للتعلم فلا أن لديهم إعاقة معينة.
مفهوم صعوبات التعلم والمضطربين تعليميا
. Learning disorderly
أما مصطلح اضطراب التعلم
. Learning disorderيشار إليه في موسوعة التربية الخاصة على انه " ضعف جسمي أو عصبي يؤثر في إنجازات الفرد الاجتماعية الأكاديمية "
ويجمع الباحثون على حد تعبير كتس وموسلي
catts and Moseley على أن التلاميذ المضطربين تعليميا،تلاميذ ذوو مشكلات شخصية ليس لها حل،إذ أنهم يعانون من اعتلال صحي ،أو إعاقة بدنية تتدخل في التأثير في عملية تعلمهم وسلوكهم، أما أنهم يعانون من انخفاض في نسبة ذكائهم،الأمر الذي يؤدي بهم إلى صعوبة تعلم المواد الدراسية .
كما تعتبر المشكلات البيئية والمنزلية من العوامل الرئيسية التي تعوق تعلمهم،إذ غالبا ما ينحدر هؤلاء من اسر تتسم بالمشكلات الحادة، ونقص الاهتمام المنزلي بهم،وعدم وجود الوقت الكافي لمتابعة أولادهم ورعايتهم،الأمر الذي يؤدي إلى عدم توافقهم،حيث لا يجد هؤلاء التلاميذ ما يشبع حاجتهم الإنسانية من الحب والأمان والمعرفة .
أن يكون مستوى تحصيل الطفل عير متناسب لعمره الزمني، ومستوى قدرته العقلية العامة في واحدة أو أكثر من المجالات السبعة التي حددها التعريف.
إن مفهوم صعوبات التعلم أصبح من المفاهيم المحددة علميا لدى الكثير من المتخصصين في مجال علم النفس التربوي ،وخاصة مجال صعوبات التعلم، إلا أن البعض منهم لا يستطيعون وضع حدود فاصلة مميزة بين مفهوم صعوبات التعلم،ومفاهيم أخرى مثل المعاقين تعليميا،والمضطربين تعليميا،وبطيئي التعلم،والمتخلفين أو المتأخرين دراسيا،والأطفال ذوي مشكلات التعلم
يتضمن التعريف عبارة " صعوبات التعلم يعد مصطلحا عاما:
- أن يظهر الطفل تباعدا شديدا بين تحصيله الفعلي، وقدرته العقلية في واحدة أو أكثر من هذه المجالات السبعة التي حددها التعريف.
- أن لا يكون هذا التباعد ناتجا عن الإعاقات البصرية،السمعية،البدنية،أو التخلف العقلي ،أو الاضطرابات الانفعالية،أو للعيوب الخاصة بالنواحي البيئية،الثقافية،والاقتصادية .وتجدر الإشارة إلى أن هذا التعريف لم يتطرق إلى ذكر الجهاز العصبي المركزي على انه سبب من أسباب الصعوبة في التعلم.كما قصر حالات الصعوبة في مرحلة الطفولة فقط
ويرى هاميل hammil وآخرون أن هذا التعريف تضمن لعبارة " اضطرابات في العمليات النفسية الأساسية " مما أثار الغموض الكثير وجعل المتخصصين ينقسمون إلى فريقين :
الفريق الأول:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق