الأحد، 15 يناير 2012

الشخصية

الفئة المستهدفة: المعلمون ، الاباء
الهدف: تمكين المتدربين من فهم تفاعل العوامل المؤثرة في بناء الشخصية وتطورها، والمساهمة في توفير الظروف الملائمة للنمو السليم المتزن للشخصية.
تعريف الشخصية
    قامت فكرة الشخصية وتعريفها في البداية على الدور الذي يقوم به الممثل في المسرح، وما يقوم به الشخص أمام الغير من حركات وصفات ظاهرية، ولهذا فالمعنى الأصلي لكلمة شخصية تحمل في معناها الظاهر الذي يؤثر به الشخص على الآخرين فارتبط بهذه الفكرة تعريف الشخصية بالقدرة على التأثير في الغير، أو الأثر الذي يتركه الشخص فيمن حوله  . ولكن هذا التعريف لا يوضح لنا شيئا عن الصفات الداخلية الحقيقية في الفرد، فالشخص بهذا المعنى يمكن أن يتحول إلى عدد من الشخصيات وهي: الشخص كما يراه غيره ـ الشخص كما يرى نفسه ـ الشخص على حقيقته. ولهذا فتعريف الشخصية السابق غير شامل لأنه يهمل الصفات الداخلية للفرد، ويهتم فقط بالشخص كما يراه غير.
     وعلى العكس من ذلك فقد نظر البعض إلى الشخصية على أنها تركيب نفسي معقد لا يخضع للملاحة والقياس وبالتالي لا يمكن تحليله أو فهمه، وهذا يبقي باب البحث مغلقا أمام فهم عناصر الشخصية ومكوناتها.
ثم انتقل التعريف إلى الناحية الاجتماعية عندما اتجه إلى الاهتمام بتعامل الفرد مع المجتمع. والحقيقة أن تعاريف الشخصية متنوعة ومختلفة باختلاف مدارس علم النفس.
وفيما يلي أهم واشمل تعاريف الشخصية:
تعريف (مورتون Morton):
    الشخصية هي حاصل جمع الاستعدادات والميول والغرائز والدوافع البيولوجية والفطرية الموروثة، وكذلك الصفات والاستعدادات والميول المكتسبة من الخبرة . هذا التعريف قائم على تعداد الصفات وحاصل جمعها ، وهذا قد يؤدي إلى اعتبار هذه الصفات وحدات منعزلة بعضها عن البعض، أو أن كل عنصر منها وحدة قائمة بذاتها، في حين أن النظرة الحديثة للشخصية تعتبرها وحدة، أو تنظيما كليا عاما، فكل صفة لا يكون لها معنى إلا في وجود باقي الصفات.

تعريف البورت:
     ( الشخصية هي التنظيم الديناميكي في نفس الفرد لتلك الاستعدادات الجسمية النفسية التي تحدد طريقته الخاصة للتكيف مع البيئة ).
     وهذا التعريف لا يختلف كثيرا عن تعريف ( بيرت ) القائل بأن ( الشخصية هي ذلك النظام الكامل من الميول والاستعدادات الجسمية والعقلية الثابتة نسبيا التي تعتبر مميزا خاصا للفرد، وبمقتضاها يتحدد أسلوبه الخاص للتكيف مع البيئة المادية والاجتماعية )
ويتضح من التعريفين السابقين ما يأتي :
     أولا: أن تعريف ( البورت ) يشير إلى فكرة الديناميكية في الشخصية إشارة إلى التفاعل المستمر بين عناصرها، كما أن تعريف ( بيرت ) يشير إلى الثبات النسبي أي أن عناصر الشخصية لا تتغير كثيرا على طول الزمن، فهذه هي الصفات التي يمكن الاعتماد عليها في الحكم على الشخصية. مثل هيئة الجسم والذكاء العام والصفات الموروثة والمكتسبة التي لها صفة الدوام نسبيا.
    ثانيا: كل التعريفين يؤكد فكرة التكامل ، وكون الشخصية ليست مجرد مجموع الصفات.
   ثالثا: بعض الصفات الداخلية في تكوين الشخصية بيولوجية جسمية مثل لون الشعر وقوة الجسم والتركيب الغددي … وبعضها صفات عقلية مثل الذكاء والانفعال والمزاج.
   رابعا : لم يهمل التعريفان أهمية البيئة واثر الصفات في تكيّف الفرد وتفاعله معها، ولذا لايمكن دراسة الفرد منعزلا عن المجموع الذي يحيط به كما يتضح من إشارة (بيرت ) إلى أهمية التكيف نحو البيئة المادية والبيئة الاجتماعية.
   خامسا : يظهر في التعريفين فكرة التميز التي تجعل كل فرد مختلفا عن غيره، بحيث لا يوجد اثنان متشابهان تشابها تاما وهذا التميز في نظر ( البورت ) الأساس الهام لمعنى الشخصية .
ويمكن القول أن الشخصية هي نظام متكامل من السمات التي تميز الفرد عن غيره.
 
أبنية وعمليات الشخصية:
    يستخدم علماء النفس في وصفهم للشخصية مفهومي البناء structure والعملية action على نحو ما يفعل العلماء في ميادين أخرى. وتشير الأبنية إلى تنظيم أو صياغة الأجزاء في نظام أكثر أو اقل ثباتا، على حين تتصل العمليات بالوظائف التي تقوم بها هذه الأجزاء، وكيف تتفاعل وتتغير ـ وهو ما يسمى في علم النفس بالديناميات. ويمكننا أن نتحدث عن أبنية اجتماعية، كالمؤسسات الثقافية مثلا ،وعن عمليات اجتماعية ،كالتفاعل بين الأفراد داخل مجموعة ما أو بين المجموعات، أو تأثير المؤسسات الثقافية على النشاط الإنساني . كما يمكن أن نتحدث عن أبنية بيولوجية ، كمجموعات الأنسجة أو الأعضاء. وعمليات بيولوجية. كعمليات البناء والهدم أو موت خلية وحلول أخرى محلها. وفي المجال السيكولوجي يمكننا أن نتحدث عن أبنية الشخصية كان نقول عن شخص ما انه ذكي أو أن له أنا قوية. كما يمكننا أن نتحدث عن ديناميات الشخصية على نحو ما كان نقول عن شخص ما بأنه يقوم بحل مشكلة أو يخدع نفسه .. الخ
الشخصية كاستدلال عن البناء والعملية:
      إن كثيرا من الأبنية والعمليات في العلوم الطبيعية والجيولوجية والاجتماعية لا يمكن ملاحظتها بشكل مباشر بل يجب أن تبنى منطقيا وبالجهد النظري. مثال ذلك: أن أكسدة الطعام أو المعادن عملية لايمكن رؤيتها، وانما نعرفها من ملاحظة التغيرات المنتظمة التي تحدث عندما تتعرض هذه المواد للأكسجين تحت ظروف معينة من الحرارة. والذرة بناء نظري من أجزاء وابنية فرعية لايمكن ملاحظتها بشكل مباشر، ومع ذلك فهي تتفاعل مع بعضها البعض بطرق نعرفها من الملاحظات المضبوطة جيدا للظروف التي تحدث فيها، والآثار التي تنجم عنها.
وبالمثل فان الأبنية والعمليات السيكولوجية يمكن أن تدرك نظريا كذلك، كأحداث لايمكن ملاحظتها بشكل مباشر رغم إمكان معرفتها عن طريق الاستدلال من ظروفها ونتائجها والقدرات العقلية مثال للأبنية السيكولوجية التي لايمكن ملاحظتها، عل الرغم من إمكان ملاحظة آثارها. ويمكن أن نصل إلى نفس الاستنتاج عندما نتحدث عن أفراد جوعى أو عطشى. فما هو الجوع والعطش؟ نحن لا يمكننا رؤيتهما ومع ذلك، فنحن نعرف انهما موجودان. فهذا استدلال مقبول إذا قلنا أن شخصا ما سوف يكون جائعا إذا مضت عليه عدة ساعات دون تناول طعام، وهو أحد الظروف المحدثة للجوع .
ويصدق نفس هذا القول إذا طبقناه على الشخصية. فنحن لا نرى شخصية ما، على نحو ما نرى عملا أو شيئا ماديا. كما أن سلوك شخص ما لا يشكل ما نعنيه بالشخصية . إن الشخصية تشير إلى استدلال نظري يتم عن طريق ملاحظة الاستجابات السيكولوجية والتفكير منطقيا فيما يمكن أن يمثل النظام الكامن ( للأبنية والعمليات ) الذي قد يفسر السلوك. وفيما عدى ذلك، فطالما أن الشخصية هي نظام معقد يتضمن الكثير من الأبنية والعمليات، فان الأمر يستلزم القيام بمجموعة واسعة من الاستدلالات بدلا من القيام باستدلال واحد عن الجوع أو العطش أو القدرة. وفضلا عن ذلك، فانه يجب أن نتعامل مع خصائص الشخص الثابتة أو المستقرة مع الزمن ومن موقف لآخر معتمدين في ذلك على اختبارات موضوعية أعدت خصيصا لدراسة وقياس الشخصية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التنمية الادارية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



التـنـمـية الإداريــة

• التنمية الإدارية تشمل جميع المستويات الإدارية في المنظمة، لأنها تختص بتطوير الطاقات الإدارية لرجال الإدارة الحاليين وتهيئة مدراء المستقبل وتسليحهم بالقدرات التي تمكنهم من تولي المناصب القيادية في المستقبل.• "تهدف هذه البرامج إلى تنميه المهارات القيادية لدى المديرين،وتنمية القدرة على التفكير الخلاق واتخاذالقرارات الصحيحة"• الشرط الأساسي لنجاح هذه البرامج هو" أن يكون لدى المشترك ثقافة وخبرة ودراية سبق أن اكتسبها خلال دراسة الإدارة وممارستها اثناء عمله"
تعريف التنمية الإدارية وأهدافها:
"التنمية الإدارية أو التطوير الإداري هي: "عملية منظمة ومستمرة ،يتم من خلالها تزويد المديرين الحاليين بالمنظمة، او مديري المستقبل بحصيلة من المعرفة والمهارات والقدرات اللازمة التي تمكنهم من قيادة وإدارة المنظمة حالياً ومستقبلاً بنجاح".
"نشاط مخطط ومستمر يهدف على تطوير السلوك الإداري، وتطوير قدرات المديرين بالمنشاة من خلال المعارف والمهارات التي يكتسبونها من خلال برامج التنميةالإدارية"
من أهم الأهداف:
1- تجنب التقادم الإداري:
2- تخطيط عملية الترقي للمراكز الوظيفية الأعلى في الهيكل التنظيمي للمنظمة.
3-إرضاء مطلب النمو الذاتي للأفراد:

أسباب الاهتمام بالتنمية الإدارية:
1- التوسع السريع والضخم في الأعمال بعد الحرب العالمية الثانية.
2- كبر حجم المشروعات وتعقدها.
3- طبيعة الإعدادالعلمي السابق لشغل معظم وظائف الإدارة.
4- طبيعة الوظيفة الإدارية وتأثرها بالعوامل البيئية والظروف العائلية للمدير.
5- زيادة الدور الذي يقوم به شاغلو الوظائف المساعدة.
6- زيادة الطلب على شاغلي الوظائف الإدارية
7- تقادم المعرفة.


الفرق بين التدريب* والتنمية الإدارية*:
مع تطور الفكر الإداري والتغيرات الهائلة في موارد المنظمات، كان لا بد من وضع الحطوط الفاصلة بين هذين المفهومين:(*يرى البعض أن التدريب يرتبط بالاعمال الفنية أو المهنية، ولكن البعض يرد على ذلك بأن التدريب قد يشمل أيضاً الإداريين من المستوى الأدنى في التنظيم أو الأوسط، وخاصة في إطار الجوانب الفنية لأعمالهم)
اهداف التدريب : كلاهما يسعى لزيادة المهارة والمعرفة والقدرات لدى الأفراد.
اهداف التنمية الادارية والتطوير الاداري : كلاهما يسعى لزيادة المهارة والمعرفة والقدرات لدى الأفراد.
موضوعات التدريب :يركز عادة على نطاق محدود من المهارات الفنية أو الإدارية (مشغلي معدات الطباعة وزيادة سرعتهم ودقتهم).
موضوعات التنمية الادارية والتطوير الاداري : تتسم بالتوسع والتشعب في المهارات (مدير المطبعة يركز على التخطيط، التنظيم،اتخاذ القرارات،مهارات الاتصال، التحفيز، ومهارات القيادة).
استمرارية التدريب :قد تكون لفترات متقطعة ولتحقيق هدف معين.
استمرارية التنمية الادارية والتطوير الاداري : هي عملية مستمرة سواء كان التطوير داخلياً أو خارجياً ويجب ان لا تتوقف.التنمية الذاتية للتدريب : يقدم عند بروز الحاجة فقط.
التنمية الذاتية للتنمية الادارية : لاتتوقف على البرامج التي تقدمها لهم المنظمة داخلها أو خارجها،فهم مسؤلون عن تنمية أنفسهم وقدراتهم الشخصية
مدة التدريب : تميل إلى القصر.
مدة التنمية الادارية : تميل إلى التطويل.
طرق التدريب والتطوير : تركز على زيادة تراكم المهارة الفنية للمتدربين.
طرق التنمية والتطوير : تركز على زيادة المهارات الفكرية للإداريين (التخطيط الاستراتيجي، اتخاذ القرارات، العلاقات الخارجية).
مجالات التنمية الإدارية:
هناك احتياجات مختلفة للتطوير والتدريب الإداري،حيث تركز برامج التدريب في المستوى الإداري والإشرافي والأوسط على الجوانب الفنية مثل : تقويم الأداء ، تحديد الأهداف ، اتصالات والانضباط،فإن برامج التطوير للمستوى الإداري الأعلى تركز على الجوانب العامة للمنظمة مثل: التخطيط، واتخاذ القرارات ، وحل المشاكل المالية والانسانية وعلاقات المنظمة مع الخارج ، وبناء فرق العمل الفعالة داخل المنظمة

إجراءات التنمية الإدارية:
قبل اختيار موضوعات التنمية والتطوير،لا بد من عمل الاجراءات التالية:
أولاً: تقدير احتياجات المنظمة من المديرين
ثانياً:مراجعة مخزون المهارات
ثالثا: تحديد الأشخاص المطلوب تطويرهم وتنميتهم
تقويم فعالية التنمية الإدارية:بالرغم من اعتبارالتنمية الإدارية استثمار في العنصر البشري ينتج عنه مكاسب للمنظمة،وقدرتها على مواجهة التغيير وإحداثة.إلا أنه لا بد أن تتاكد المنظمات من أن هذه الأموال والجهود ستثمر في تحقيق النتائج المرجوة من خلال الاستراتيجيات التالية:
أولاً: قياس ردود فعل المتدربين.
ثانياً: قياس درجة التعلم.
ثالثاً: قياس درجة التغير في السلوك.
رابعاً: قياس كفاءة المنظمة ككل.