مقدمة :
إن مهنة التدريس من المهن الصعبة لأنها تتعامل مع كائنات معقدة التركيب ومختلفة عن بعها البعض من حيث الذكورة والأنوثة ،والبيئة التي نشأوا فيها، إذ يختلف سكان المناطق الجبلية عن سكان المناطق الساحلية مثلا كما يختلف سكان المناطق الحارة عن سكان المناطق الباردة .كما نلاحظ فروقا في الأعمار ودرجة النمو والنضج ، والتكوين الجسمي كالبدانة والنحافة والطول والقصر ، ولون البشرة والعينين والشعر .
ولكن الفروق الفردية لا تتوقف على هذه النواحي الواضحة ،بل هناك فروق دقيقة بين الأفراد في حواسهم وتكوينهم العقلي وطباعهم وعاداتهم وفيما ورثوه من دوافع فطرية ، وما اكتسبوه من ثقافات ومهارات مختلفة .وعلية لا يمكن أن نجد تشابها كاملا بين اثنين على الإطلاق ، فمهما تشابهت الظروف في الوراثة والبيئة الاجتماعية إلا أن لكل فرد طابعا يميزه عن الآخرين .
في الحياة المدرسية نلاحظ الفروق الفردية واضحة بين التلاميذ ، من حيث التحصيل المدرسي ، حيث نجد من يتميز بسرعة الفهم والاستيعاب فيكون دائما من المتفوقين ، ومن يكون بطيء الفهم ويحتاج إلى مزيد من التكرار حتى يفهم ، ويتعرض كثيرا للرسوب واعادة السنة .
وإذا دقّقنا الملاحظة في استعدادات التلاميذ ومواهبهم فسنجد أنواعا متباينة من القدرات والميول، فهناك أفراد يحصلون على نقاط عالية في اللغات وآخرون في الرياضيات والبعض الآخر في الأشغال اليدوية والمهارات العملية .بل ونجد كذلك التلاميذ المتفوقين في كل المواد ودائما في مقدمة الترتيب ، والتلاميذ المتخلفين في كل شيء تقريبا ويحتلون المراتب الأخيرة .ولهذا تبدو مهمة المدرس في التقريب بين مستويات التحصيل لدى التلاميذ صعبة ويحتاج إلى معرفة وفهم الفروق الفردية بين التلاميذ حتى يعامل كل واحد على أساس ما يملك من الاستعدادات والقدرات.
إن مهنة التدريس من المهن الصعبة لأنها تتعامل مع كائنات معقدة التركيب ومختلفة عن بعها البعض من حيث الذكورة والأنوثة ،والبيئة التي نشأوا فيها، إذ يختلف سكان المناطق الجبلية عن سكان المناطق الساحلية مثلا كما يختلف سكان المناطق الحارة عن سكان المناطق الباردة .كما نلاحظ فروقا في الأعمار ودرجة النمو والنضج ، والتكوين الجسمي كالبدانة والنحافة والطول والقصر ، ولون البشرة والعينين والشعر .
ولكن الفروق الفردية لا تتوقف على هذه النواحي الواضحة ،بل هناك فروق دقيقة بين الأفراد في حواسهم وتكوينهم العقلي وطباعهم وعاداتهم وفيما ورثوه من دوافع فطرية ، وما اكتسبوه من ثقافات ومهارات مختلفة .وعلية لا يمكن أن نجد تشابها كاملا بين اثنين على الإطلاق ، فمهما تشابهت الظروف في الوراثة والبيئة الاجتماعية إلا أن لكل فرد طابعا يميزه عن الآخرين .
في الحياة المدرسية نلاحظ الفروق الفردية واضحة بين التلاميذ ، من حيث التحصيل المدرسي ، حيث نجد من يتميز بسرعة الفهم والاستيعاب فيكون دائما من المتفوقين ، ومن يكون بطيء الفهم ويحتاج إلى مزيد من التكرار حتى يفهم ، ويتعرض كثيرا للرسوب واعادة السنة .
وإذا دقّقنا الملاحظة في استعدادات التلاميذ ومواهبهم فسنجد أنواعا متباينة من القدرات والميول، فهناك أفراد يحصلون على نقاط عالية في اللغات وآخرون في الرياضيات والبعض الآخر في الأشغال اليدوية والمهارات العملية .بل ونجد كذلك التلاميذ المتفوقين في كل المواد ودائما في مقدمة الترتيب ، والتلاميذ المتخلفين في كل شيء تقريبا ويحتلون المراتب الأخيرة .ولهذا تبدو مهمة المدرس في التقريب بين مستويات التحصيل لدى التلاميذ صعبة ويحتاج إلى معرفة وفهم الفروق الفردية بين التلاميذ حتى يعامل كل واحد على أساس ما يملك من الاستعدادات والقدرات.
1. مفهوم الفروق الفردية :
تعتبر الفروق الفردية من المفاهيم المألوفة عند عامة الناس تقريبا حيث يقال بان هذا الشخص عاقل أو طيب وذاك غير عاقل أو غير طيب ، أو هذا ذكي وذلك غير ذكي وهكذا . فهذه الأحكام لا تستند على أساس دقيق في تقدير هذه الصفات .
أما علماء النفس تبيّن لهم بعد تطبيق الاختبارات النفسية أن لكل فرد مقدارا كبيرا أو صغيرا من كل صفة من الصفات النفسية ، سواء كانت عقلية أو مزاجية أو اجتماعية .ومن ثم فان الفروق بين الأفراد في نظر علماء النفس هي فروق في الدرجة أو في الكم ،وليس فروقا في النوع أو الكيف .
تعتبر الفروق الفردية من المفاهيم المألوفة عند عامة الناس تقريبا حيث يقال بان هذا الشخص عاقل أو طيب وذاك غير عاقل أو غير طيب ، أو هذا ذكي وذلك غير ذكي وهكذا . فهذه الأحكام لا تستند على أساس دقيق في تقدير هذه الصفات .
أما علماء النفس تبيّن لهم بعد تطبيق الاختبارات النفسية أن لكل فرد مقدارا كبيرا أو صغيرا من كل صفة من الصفات النفسية ، سواء كانت عقلية أو مزاجية أو اجتماعية .ومن ثم فان الفروق بين الأفراد في نظر علماء النفس هي فروق في الدرجة أو في الكم ،وليس فروقا في النوع أو الكيف .
متى تظهر الفروق الفردية :
إن الفروق الفردية تظهر منذ الميلاد ، فالأطفال يولدون مختلفين من حيث الوزن والصحة والطول والقصر والحالة الانفعالية ولون الشعر والعينين وغيرها من الملامح الأخرى .ولكن درجة وضوح وتمايز هذه الفروق ، وخاصة فيما يتعلق بالقدرات العقلية والميول الخاصة، والأحوال المزاجية، هي التي تتأخر في الظهور .
ومن المتفق عليه أن انسب المراحل التي تظهر فيها الفروق الفردية بوضوح وتمايز شديد، هي مرحلة المراهقة ،، إذ يضاف إلى عامل النضج والنمو فيها عامل آخر هو تراكم الخبرات ، الأمر الذي يساعد الطفل على معرفة حقيقة ميوله الشخصية واستعداداته العقلية ، ولذلك فمن السهل التعرف على الفروق الفردية في السنة الخامسة أو السادسة اكثر من التعرف عليها في السنوات الأربعة الأولى ، وفي المرحلة الثانوية اكثر من المرحلة الابتدائية .
إن الفروق الفردية تظهر منذ الميلاد ، فالأطفال يولدون مختلفين من حيث الوزن والصحة والطول والقصر والحالة الانفعالية ولون الشعر والعينين وغيرها من الملامح الأخرى .ولكن درجة وضوح وتمايز هذه الفروق ، وخاصة فيما يتعلق بالقدرات العقلية والميول الخاصة، والأحوال المزاجية، هي التي تتأخر في الظهور .
ومن المتفق عليه أن انسب المراحل التي تظهر فيها الفروق الفردية بوضوح وتمايز شديد، هي مرحلة المراهقة ،، إذ يضاف إلى عامل النضج والنمو فيها عامل آخر هو تراكم الخبرات ، الأمر الذي يساعد الطفل على معرفة حقيقة ميوله الشخصية واستعداداته العقلية ، ولذلك فمن السهل التعرف على الفروق الفردية في السنة الخامسة أو السادسة اكثر من التعرف عليها في السنوات الأربعة الأولى ، وفي المرحلة الثانوية اكثر من المرحلة الابتدائية .
.1. الوراثة والبيئة :
إن لكل من عوامل الوراثة وعوامل البيئة أثرها في الفروق الفردية فعامل الوراثة يكون اكثر وضوحا في الصفات الثابتة نسبيا عند الفرد ، والتي يولد بها ولا تتغير كثيرا طول حياته ،كطول القامة ولون الشعر والبشرة ، وكذلك الطاقة الانفعالية والمزاجية والذكاء .
وتظهر آثار العوامل الوراثية كلما زادت أواصر القربى بين الأفراد ، حيث يتشابه التوائم اكثر من الاخوة ، ويتشابه الاخوة اكثر من غيرهم في كثير من الصفات .
فالاستعدادات الفطرية الوراثية ، كالاستعداد للكلام أو لمرض جسمي أو نفسي ، لايمكن أن تظهر أو يتضح أثرها من دون عوامل البيئة ، مثلها كمثل الصورة الفوتوغرافية السالبة لا تظهر إلا بفعل أحماض كيماوية معينة . فالطفل الذي ينشأ بين الحيوانات يشب كالحيوان عاجزا عن الكلام بالرغم من انه يملك استعدادا وراثيا للكلام يميزه عن الحيوان ، ولابد له من بيئة إنسانية تحول هذا الاستعداد الفطري إلى قدرة فعلية للتعبير باللغة .
أما عوامل البيئة فتكون اكثر وضوحا في الصفات المكتسبة ، كالثقافة والتعليم واللغة، والصفات الخلقية والعادات والتقاليد التي يكتسبها الفرد من البيئة ،وهذه الصفات المكتسبة لايمكن أن تقوم إلا على أساس من الاستعدادات الوراثية ، فالرقص مثلا ما هو إلا تنظيم لحركات المشي ، وعادة الكلام لابد لها من أساس فطري وهكذا .
وقد أثبتت الدراسات النفسية والاجتماعية أهمية اثر البيئة المنزلية في تكوين الطابع المميز للفرد، وبالأخص في السنوات الأولى من حياته .ومن أهم العوامل المنزلية التي تؤدي إلى الفروق الفردية .الحالة الاقتصادية للأسرة ، ومدي تماسك الأسرة أو تفككها ، والمعاملة التي يلفاها الطفل من الأبوين والاخوة ،ومدى الاتفاق بين الآباء في معاملة الطفل واخوته، وما يقدمه الآباء للأبناء من وسائل تعليمية وما يحيطونهم به من جو ثقافي، أو ما قد يبديه أحد الآباء من شذوذ في السلوك كالانحراف أو إدمان الخمر وتعاطي المخدرات وغيرها .
كما أن للمدرسين آثارا هامة في تكوين فكرة الطفل عن نفسه وتكوين شخصيته ، ويتوقف تأثير المدرسين على التلاميذ إلى ما يشعرون به نحو مدرسيهم من تقدير واحترام.
إن لكل من عوامل الوراثة وعوامل البيئة أثرها في الفروق الفردية فعامل الوراثة يكون اكثر وضوحا في الصفات الثابتة نسبيا عند الفرد ، والتي يولد بها ولا تتغير كثيرا طول حياته ،كطول القامة ولون الشعر والبشرة ، وكذلك الطاقة الانفعالية والمزاجية والذكاء .
وتظهر آثار العوامل الوراثية كلما زادت أواصر القربى بين الأفراد ، حيث يتشابه التوائم اكثر من الاخوة ، ويتشابه الاخوة اكثر من غيرهم في كثير من الصفات .
فالاستعدادات الفطرية الوراثية ، كالاستعداد للكلام أو لمرض جسمي أو نفسي ، لايمكن أن تظهر أو يتضح أثرها من دون عوامل البيئة ، مثلها كمثل الصورة الفوتوغرافية السالبة لا تظهر إلا بفعل أحماض كيماوية معينة . فالطفل الذي ينشأ بين الحيوانات يشب كالحيوان عاجزا عن الكلام بالرغم من انه يملك استعدادا وراثيا للكلام يميزه عن الحيوان ، ولابد له من بيئة إنسانية تحول هذا الاستعداد الفطري إلى قدرة فعلية للتعبير باللغة .
أما عوامل البيئة فتكون اكثر وضوحا في الصفات المكتسبة ، كالثقافة والتعليم واللغة، والصفات الخلقية والعادات والتقاليد التي يكتسبها الفرد من البيئة ،وهذه الصفات المكتسبة لايمكن أن تقوم إلا على أساس من الاستعدادات الوراثية ، فالرقص مثلا ما هو إلا تنظيم لحركات المشي ، وعادة الكلام لابد لها من أساس فطري وهكذا .
وقد أثبتت الدراسات النفسية والاجتماعية أهمية اثر البيئة المنزلية في تكوين الطابع المميز للفرد، وبالأخص في السنوات الأولى من حياته .ومن أهم العوامل المنزلية التي تؤدي إلى الفروق الفردية .الحالة الاقتصادية للأسرة ، ومدي تماسك الأسرة أو تفككها ، والمعاملة التي يلفاها الطفل من الأبوين والاخوة ،ومدى الاتفاق بين الآباء في معاملة الطفل واخوته، وما يقدمه الآباء للأبناء من وسائل تعليمية وما يحيطونهم به من جو ثقافي، أو ما قد يبديه أحد الآباء من شذوذ في السلوك كالانحراف أو إدمان الخمر وتعاطي المخدرات وغيرها .
كما أن للمدرسين آثارا هامة في تكوين فكرة الطفل عن نفسه وتكوين شخصيته ، ويتوقف تأثير المدرسين على التلاميذ إلى ما يشعرون به نحو مدرسيهم من تقدير واحترام.
4 . الفروق الفردية في النواحي الجسمية :
إن دراسة الفروق الفردية لا تكتمل إلا إذا أخذنا بعين الاعتبار نواحي التكوين الجسمي للفرد ، لان النواحي الجسمية تؤثر في الحالة النفسية للفرد وتتأثر بها .كما أن لكل ناحية من نواحي النمو وقتها وموعدها الطبيعي ،فإذا تأخر النمو أو النضج عن موعده الطبيعي أو على العكس حدث قبل ذلك فان هذا يؤدي إلى عدم التوافق بين النمو الجسمي والنمو العقلي ، ويترتب على ذلك اختلال في وظائف بعض الأعضاء مما ينعكس أثره على تصرفات الفرد .
وتتأثر الشخصية من حيث بنية الجسم بالتكوين الطبيعي الذي يظهر فيه الطول والقصر ووزن الجسم وتكوين الأعضاء المختلفة والتناسق بينها .
4 .1. العاهات والأمراض :
تعتبر العاهات من ابرز العوامل التي تؤدي إلى الفروق الفردية بين الأفراد ، وذلك تبعا لنوع العاهة وما تحدثه من شعور بالنقص إزاء الغير ، وبسبب ما يحدث بسببها من تقليل الفرص أمام الشخص ، سواء من حيث كسب الخبرة الحسية كما في عاهات الحواس .أو من حيث الانتقال والحركة كما في عاهات الأطراف .
أما الأمراض وخصوصا المزمنة منها فأثرها قد يكون ابعد من تأثير العاهات في سلوك الشخص ،إذ أن الأمراض عادة تتناول الجسم كله وتؤثر على الشخصية بأجمعها من حيث استغلال الطاقة الجسمية والعقلية وتوجيهها .
4 .2 . حالة الحواس :
تعتبر الحواس في الإنسان أبواب المعرفة ووسيلة الإدراك والإحساس بالمؤثرات الخارجية .ويختلف الأفراد فيما بينهم في قوة الحواس أو ضعفها،بما يؤدي إلى اختلافهم في القدرة على التكيف مع البيئة التي يعيشون فيها .
وكلنا يعرف أهمية الحواس الخمس : وهي السمع ولبصر والشم والذوق وللمس .
ولكن يضاف إلى ذلك حواس أخرى اقل وضوحا وهي :حاسة التوازن ومركزها الأذن الوسطى، والحاسة الحركية التي تساعد على التعرف على الاتجاهات المختلفة، وكذلك الاحساسات الداخلية التي تظهر في الشعور بالجوع والعطش وغيرها .
وقد ثبت اتساع الفروق الفردية في حاسة السمع بدرجة تفوق الفروق الفردية في حاسة الإبصار، فهناك تفاوت كبير بين الناس في حدة السمع، فبعض الأفراد لديهم ضعف في السمع بإحدى الأذنين أو كلتيهما ، وبعض الأفراد لديهم ضعف خاص لبعض النغمات والدرجات السمعية ، الأمر الذي يؤثر كثيرا في مدى استفادتهم من المؤثرات السمعية .بالإضافة إلى المصابين بالصمم الكلي أو الصمم الجزئي ، وترجع أسباب ذلك إلى عوامل كثيرة مثل ضعف الأعصاب السمعية أو الالتهابات المزمنة في الأذن الوسطى أو إصابة العظام السمعية أو غير ذلك .
أما بالنسبة للفروق الفردية في حدة الإبصار ، فكلنا يعرف أهمية الكشف الطبي على حاسة الإبصار عند الالتحاق بالمدارس والأعمال والوظائف ،وخصوصا الأعمال التي تعتمد على الكتابة والقراءة واستخدام حاسة الإبصار .
ولهذا يستحسن من الإدارة والمشرفين على قطاع التربية والتعليم إجراء فحوص دورية للتلاميذ للتأكد من مدى سلامة أجسامهم وحواسهم ،كما يستحسن من المدرسين الانتباه إلى الحالات التي تتطلب الجلوس في مقدمة القسم لتمكين ضعاف البصر والسمع وقصيري القامة من متابعة الدروس .
إن دراسة الفروق الفردية لا تكتمل إلا إذا أخذنا بعين الاعتبار نواحي التكوين الجسمي للفرد ، لان النواحي الجسمية تؤثر في الحالة النفسية للفرد وتتأثر بها .كما أن لكل ناحية من نواحي النمو وقتها وموعدها الطبيعي ،فإذا تأخر النمو أو النضج عن موعده الطبيعي أو على العكس حدث قبل ذلك فان هذا يؤدي إلى عدم التوافق بين النمو الجسمي والنمو العقلي ، ويترتب على ذلك اختلال في وظائف بعض الأعضاء مما ينعكس أثره على تصرفات الفرد .
وتتأثر الشخصية من حيث بنية الجسم بالتكوين الطبيعي الذي يظهر فيه الطول والقصر ووزن الجسم وتكوين الأعضاء المختلفة والتناسق بينها .
4 .1. العاهات والأمراض :
تعتبر العاهات من ابرز العوامل التي تؤدي إلى الفروق الفردية بين الأفراد ، وذلك تبعا لنوع العاهة وما تحدثه من شعور بالنقص إزاء الغير ، وبسبب ما يحدث بسببها من تقليل الفرص أمام الشخص ، سواء من حيث كسب الخبرة الحسية كما في عاهات الحواس .أو من حيث الانتقال والحركة كما في عاهات الأطراف .
أما الأمراض وخصوصا المزمنة منها فأثرها قد يكون ابعد من تأثير العاهات في سلوك الشخص ،إذ أن الأمراض عادة تتناول الجسم كله وتؤثر على الشخصية بأجمعها من حيث استغلال الطاقة الجسمية والعقلية وتوجيهها .
4 .2 . حالة الحواس :
تعتبر الحواس في الإنسان أبواب المعرفة ووسيلة الإدراك والإحساس بالمؤثرات الخارجية .ويختلف الأفراد فيما بينهم في قوة الحواس أو ضعفها،بما يؤدي إلى اختلافهم في القدرة على التكيف مع البيئة التي يعيشون فيها .
وكلنا يعرف أهمية الحواس الخمس : وهي السمع ولبصر والشم والذوق وللمس .
ولكن يضاف إلى ذلك حواس أخرى اقل وضوحا وهي :حاسة التوازن ومركزها الأذن الوسطى، والحاسة الحركية التي تساعد على التعرف على الاتجاهات المختلفة، وكذلك الاحساسات الداخلية التي تظهر في الشعور بالجوع والعطش وغيرها .
وقد ثبت اتساع الفروق الفردية في حاسة السمع بدرجة تفوق الفروق الفردية في حاسة الإبصار، فهناك تفاوت كبير بين الناس في حدة السمع، فبعض الأفراد لديهم ضعف في السمع بإحدى الأذنين أو كلتيهما ، وبعض الأفراد لديهم ضعف خاص لبعض النغمات والدرجات السمعية ، الأمر الذي يؤثر كثيرا في مدى استفادتهم من المؤثرات السمعية .بالإضافة إلى المصابين بالصمم الكلي أو الصمم الجزئي ، وترجع أسباب ذلك إلى عوامل كثيرة مثل ضعف الأعصاب السمعية أو الالتهابات المزمنة في الأذن الوسطى أو إصابة العظام السمعية أو غير ذلك .
أما بالنسبة للفروق الفردية في حدة الإبصار ، فكلنا يعرف أهمية الكشف الطبي على حاسة الإبصار عند الالتحاق بالمدارس والأعمال والوظائف ،وخصوصا الأعمال التي تعتمد على الكتابة والقراءة واستخدام حاسة الإبصار .
ولهذا يستحسن من الإدارة والمشرفين على قطاع التربية والتعليم إجراء فحوص دورية للتلاميذ للتأكد من مدى سلامة أجسامهم وحواسهم ،كما يستحسن من المدرسين الانتباه إلى الحالات التي تتطلب الجلوس في مقدمة القسم لتمكين ضعاف البصر والسمع وقصيري القامة من متابعة الدروس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق